الخميس، 7 مايو 2015

كان الخايب نفع نفسه

أحيانًا ينوي الإنسان أن يصنع المعجزات
ينوي أحيانًا الانسان أن يصنع المعجزات
الإنسان ينوي أحيانًا أن يصنع المعجزات
أحيانًا الإنسان ينوي أن يصنع المعجزات
نظريًا تستطيع أن تقول كل هذه الجمل ويفهمك الآخرون..و ذلك لأنهم يحملون نفس المعنى وهو قدرة الإنسان على أن ينوي صنع المعجزات..مهلا..عمليا هو ينوي فقط في مخيلته!
كثير منا تأتي إليه أفكارا فذة، فطنة، وعميقة..لكنه فقط ينوي..ينوي فقط!
لا تتسائل لماذا أكرر كلماتي.. فهذا حالنا جميعا! لكننا تعلمنا حين كنّا صغارا ان "التكرار يعلم الشطار" وكما تعلم وأعلم اننا جميعا "شطارا"!
لندخل في لُب الموضوع.....
لماذا ننوي فقط! لماذا تقف الأفكار عند حد النية! لماذا تظل حبيسة هذا الصندوق الأسود "المهبب" المدعى "عقل" ولا تخرج للنور لنستفيد منها ونُفيد؟! كلها أسئلة تحتاج إجابة..لكنني هنا سأسرد لك إجاباتي الخاصة من منظوري الضيق، لك أن تختار منها مايناسبك.. او بمعنى أدق.. ما يناسب نيتك!
أعتقد أننا ننوي فقط لعدة أسباب منها:
انك تحتاج لمال وانت غير قادر فأنت تنوي
انك تحتاج لمجهود عضلي وأنت "خلة أسنان" فأنت تنوي
انك تحتاج لمجهود عقلي وأنت "عقلك على قد حاله" فأنت تنوي
إن كانت تحتاج لمشاركة الآخرين ودعمهم لك لكنهم ليسوا من أرباب الدعم ولو كان معنويا فقط.. وأنت لا تثق بغير نفسك فأنت تنوي
أما حال كونك تحتاج لشخص يذكرك بأنك تنوي فقط ولا تنفذ فأنت في عداد البؤساء..مثلي..مثلنا جميعا..وهنا تحضرني الجملة الشهيرة "مع الأسف مع الألم".
حقيقة، لم أكن أتحدث عن معجزات من زمن الأنبياء الذي ولى وفات..أنا أتحدث عن أحلام مشروعة.. أحلامنا التي تظل حبيسة تفكير في سؤال "ماذا لو" ..ماذا لو نفذت وفشلت! ذاك السؤال اللعين المثبط لكل قوى الخير والشر في آن واحد.. ما فائدة المحاولة في نظرك! ما فائدة المثل الشهير " الضربة ال ماتموتش تقوي"! لكننا تعودنا على "أخذ الطريق من قصيره".. ومبررات لا تثمن ولا تغني ك: لن أحاول..لا أريد أن أفشل..لن أجرب.."ال اعرفه احسن من ال ما اعرفوش".. لن أستطيع فأنا لا أملك كل ما احتاج! 
عزيزي.. تنويه بسيط.. إن أغرقت نفسك في التفكير في ماذا لو وما تلاها.. أبشّرك "بشرة خير" أنت شخص "ناوي" على مستقبل مظلم..على عيشة ضنكا..لكنك في هذه الحالة لست ناوي..أنت مُصر عليها!
أنت وحدك من يستطيع..أنت بنفسك ستأخذ بيد نفسك.. ولن يساعدك أحد طالما اعتمدت تماما وكليا على أن "بكرة ييجي ال يأخد بإيدي"! فكما قال الشافعي "ما حك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع امرك" .. "ومشيها جلدك"! 
عزيزي.. انفض ركام الكآبة والرتابة عن كتفيك والأهم "عقلك".. لا تشتت نفسك بأسئلة إن تُبْد لك تسؤك!
في النهاية لك مني اعتراف.. فأنا أحد هؤلاء المغرمين ب"ماذا لو" ومثيلاتها..وحتى يومنا هذا مازالت النية هي ملاذي ومتعتي..لكن ذلك ليس مانعا أبدا أن أمارس دور لعبه أبناء وطني منذ الآلاف السنين.. ومازالوا.. فنحن كما تعلم ولا يخفى عليك أباطرة النصح وملوك النية وأساتذة قسم "كان الخايب نفع نفسه".